أظهرت دراسة حديثة أعدتها جامعة غوتنبيرغ السويدية أنه حتى روائح الزيوت الطبيعية، التي تبدو غير مؤذية مقارنة بالروائح الصناعية، يمكن أن تسبب فرط الحساسية للبعض.
وأشارت الدراسة التي نشرت على موقع insciences، وهي منظمة دولية غير ربحية تتخذ من سويسرا مقراً لها، إلى أن واحداً من بين خمسة أشخاص في شمال أوروبا يعانون من الحساسية لنوع أو أكثر من المواد الكيميائية، موضحة أنه يأتي في مقدم ذلك الحساسية لمادة النيكل وبأن الكثيرين يعانون من الحساسية للعطور التي قد تسبب لهم أمراضاً مثل مرض الاكزيما الجلدي.
إلى ذلك، أجرت الباحثة في قسم الكيمياء في الجامعة لينا هاغفال دراسة على زيت الخزامى حيث تبين لها أن هذه المادة لا تمنع تشكّل مواد مثيرة للحساسية عند تفاعلها مع الاسيد وهو أمر لم يكن معروفاً أو كان بالامكان التأكد منه.
كذلك أجرت هاغفال تحليلاً لمادة "غيرانويل" وهي عنصر أساسي في صناعة زيت عطر الورد حيث تبين أن هذه المادة تسبب بعض الحساسية للذين يتعرضون لها، مشيرة إلى أن هذه المرة الاولى التي تشير فيها دراسة إلى الحساسية التي يمكن أن تسببها زيوت العطور.
وقالت الباحثة إنه من الضروري معرفة الطريقة التي تتفاعل فيها العطور مع الهواء أو عند وضعها على الجلد، داعية إلى إجراء المزيد من الابحاث من أجل تحديد تلك التي تؤثر على الجلد وتسبب مرض الاكزيما.
ورأت الباحثة أن المجتمع الحديث يعتبر أن أي شيء مصدره الطبيعة هو صحي غير ضار، مضيفة أنه عندما يتعلق الامر بالروائح الطبيعية يعتقد كثيرون أن المواد المضادة للاكسدة فيها توفر الحماية ضد التأكسد الذاتي autoxidation ، داعية إلى تكثيف الدراسات التي تتعلق بهذه الناحية من أجل خفض عدد الاصابات بالاكزيما التي تسببها الحساسية لبعض العطور.